سورة هود - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (هود)


        


قوله عز وجل: {قال يا قوم أرأيتُم إن كُنتُ على بيِّنةٍ من ربي} قد ذكرنا تأويله. {ورزقني منه رِزقاً حسناً} فيه تأويلان:
أحدهما: أنه المال الحلال، قاله الضحاك.
قال ابن عباس وكان شعيب كثير المال.
الثاني: أنه النبوة، ذكره ابن عيسى، وفي الكلام محذوف وتقديره، أفأعدل مع ذلك عن عبادته.
ثم قال
{وما أريدُ أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه} أي لا أفعل ما نهيتكم عنه كما لا أترك ما أمرتكم به.
{إنْ أريد إلا الإصلاح ما استطعت} ومعناه ما أريد إلا فعل الصلاح ما استطعت، لأن الاستطاعة من شرط الفعل دون الإرادة.
{وما توفيقي إلا بالله عليه توكلْتُ وإليه أُنيب} فيه وجهان:
أحدهما: أنّ الإنابة الرجوع ومعناه وإليه أرجع، قاله مجاهد.
الثاني: أن الإنابة الدعاء، ومعناه وإليه أدعو، عبيد الله بن يعلى.


قوله عز وجل: {ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي} في {يجرمنكم} تأويلان:
أحدهما: معناه لا يحملنكم، قاله الحسن وقتادة.
والثاني: معناه لا يكسبنكم، قاله الزجاج.
وفي قوله {شقاقي} ثلاثة تأويلات:
أحدها: إضراري، قاله الحسن.
الثاني: عداوتي، قاله السدي ومنه قول الأخطل:
ألا من مبلغ قيساً رسولاً *** فكيف وجدتم طعمَ الشقاق
الثالث: فراقي، قاله قتادة.
{أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوحٍ} وهم أول أمة أهلكوا بالعذاب.
{أو قوم هودٍ أو قوم صالحٍ وما قوم لوطٍ منكم ببعيدٍ} فيه وجهان:
أحدهما: يعني بعد الدار لقربهم منهم، قاله قتادة.
الثاني: بعد العهد لقرب الزمان.
ويحتمل أن يكون مراداً به قرب الدار وقرب العهد.
وقد أهلك قوم هود بالريح العاصف، وقوم صالح بالرجفة والصيحة، وقوم لوط بالرجم.


قوله عز وجل: {قالوا يا شعيبُ ما نفقهُ كثيراً مما تقول} أي ما نفهم، ومنه سمي عِلم الدين فقهاً لأنه مفهوم، وفيه وجهان:
أحدهما: ما نفقه صحة ما تقول من العبث والجزاء.
الثاني: أنهم قالوا ذلك إعراضاً عن سماعه واحتقاراً لكلامه.
{وإنا لنراك ضعيفاً} فيه سبعة تأويلات:
أحدها: ضعيف البصر، قاله سفيان.
الثاني: ضعيف البدن، حكاه ابن عيسى.
الثالث: أعمى، قاله سعيد بن جبير وقتادة.
الرابع: قليل المعرفة وحيداً، قاله السدي.
الخامس: ذليلاً مهيناً، قاله الحسن.
السادس: قليل العقل.
السابع: قليل المعرفة بمصالح الدنيا وسياسة أهلها.
{ولولا رهطك} فيه وجهان:
أحدهما: عشيرتك، وهو قول الجمهور.
الثاني: لولا شيعتك، حكاه النقاش.
{لرجمناك} فيه وجهان: أحدهما: لقتلناك بالرجم.
الثاني: لشتمناك بالكلام، ومنه قول الجعدي.
تراجمنا بمُرِّ القول حتى *** نصير كأننا فَرسَا رِهان
{وما أنت علينا بعزيز} فيه وجهان:
أحدهما: بكريم.
الثاني: بممتنع لولا رهطك.
قوله عز وجل: {قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله} أي تراعون رهطي فيّ ولا تراعون الله فيّ.
{واتخذتموه وراءَكم ظهرياً} فيه أربعة تأويلات:
أحدها: اطرحتم أمره وراء ظهوركم لا تلتفتون إليه ولا تعملون به، قاله السدي، ومنه قول الشاعر:
........ *** وجَدْنا بني البرصاءِ من وَلَدِ الظّهْرِ
أي ممن لا يلتفت إليهم ولا يعتد بهم.
الثاني: يعني أنكم حملتم أوزار مخالفته على ظهوركم، قاله السدي، من قولهم حملت فلاناً على ظهري اذا أظهرت عناده.
الثالث: يعني أنكم جعلتم الله ظهرياً إن احتجتم استعنتم به، وإن اكتفيتم تركتموه. كالذي يتخذه الجمَّال من جماله ظهرياً إن احتاج إليها حمل عليها وإن استغنى عنها تركها، قاله عبد الرحمن بن زيد.
الرابع: إن الله تعالى جعلهم وراء ظهورهم ظهرياً، قاله مجاهد.
{إنّ ربي بما تعملون محيط} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: حفيظ.
الثاني: خبير.
الثالث: مُجَازٍ.

7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14